انطلقت في حي "بيغال" شمال العاصمة مظاهرة من نوع آخر، سارت فيها 200 بائعة هوى احتجاجا على قانون يحدد نشاطهن. ورفعت المتظاهرات اللواتي سار معهن، ايضا، رجال يمارسون مهنة بيع الجسد، لافتات ضد قانون جديد يسمي بـ"قانون ساركوزي" اصدره وزير الداخلية الفرنسي عام 2003 ويعاقب فيه التحرش العلني الذي تقوم به العاهرات في الشوارع لاجتذاب الزبائن. وتصدرت المسيرة ممثلات عن الجمعيات التي تدافع عن "العاملات في مهنة الجنس"، وهي التسمية التي تعتمدها فتيات الليل لنشاطهن. وقالت الناطقة باسمهن ان هؤلاء العاملات يدفعن الضريبة على الدخل ويفين بالنسبة المقدرة عليهن لدائرة الضمان الاجتماعي، وبالتالي فإن من حقهن النزول الى الشوارع وممارسة مهنتهن بحرية. يذكر ان بائعات الهوى في فرنسا يعشن ازمة كساد غير مسبوق، خصوصا بعد نزول حسناوات اوروبا الشرقية الى الساحة واستحواذهن على جانب مهم من سوق البغاء وكسرهن للاجور الباهظة التي كانت تفرضها الفرنسيات. ويذكر انه بعد بداية العمل بقانون ساركوزي، بات من الصعب على الرجال الباحثين عن المتعة في شوارع المدن الفرنسية ان يميزوا بين بائعات الهوى وبين غيرهن من عابرات السبيل. فقد تخلت الغانيات عن "الماكياج" الثقيل واطلن تنوراتهن، وسترن فتحات صدورهن، في سبيل التحايل على القانون الخاص بتنظيم اقدم مهنة في التاريخ.