تأخر سن الزواج بتونس
ارتفعت نسبة العزوبية لدى الجنسين بالنسبة إلى كل الفئات العمرية في تونس، ويكشف تأخر سن الزواج عن تحولات كبيرة في الأسرة التونسية، حيث أصبحت الفتاة تفضل مواصلة تعليمها واقتحام سوق الشغل وتأجيل موعد زواجها. يقول السيد فتحي جراي، عالم اجتماع ومدير قسم الدراسات الاجتماعية بتونس، إن تأخر سن الزواج يعود إلى أسباب هامة، منها طول الدراسة وصعوبة الاندماج في سوق الشغل، فيصبح الشاب يعاني مشكل بطالة قد يدفعه إلى إطالة فترة الدراسة لكسر قيود الفراغ والحاجة، فيصبح موضوع الزواج مؤجلاً. ويضيف نفس المصدر أن السبب الثاني قد يكون نتيجة التحرر المفرط الذي يتمتع به شبابنا وتعدد العلاقات الجنسية قبل الزواج التي تحقق رغبات كلا الجنسين، وبالتالي تصبح فكرة الزواج مجرد قاعدة لكبت الحرية والراحة النفسية.
ويحصر المختصّ السبب الثالث في كثرة شروط المرأة مقارنة بمحدودية الدخل لدى الرجل، فيولد بذلك عزوف ونفور وتخوف شديد من عدم القدرة على تحمّل مسؤولية نفقات الزواج والمعيشة التي قد تفوق طاقته. نتيجة تطور أوضاع المرأة، ظهر واقع جديد وهو تنامي دورها في مختلف المجالات بالمجتمع مثل التعليم والصحة والشغل وتدعيم مكانتها كشريك فاعل في مخطط التنمية الشاملة.
الذكور أكثر عزوفًا
وفي هذه المسألة، تبيّن الدكتورة رانية بالحاج علي، مختصة في علم الاجتماع، أن تعليم المرأة قد يمثل أهم أسباب تأخر سن الزواج لديها، خاصة أن نسبة تمدرس الإناث بالتعليم العالي تقدر بـ9،57% وذلك حسب إحصائيات وزارة التربية والتكوين المهني ووزارة التعليم العالي، فتنشغل الفتاة بفترة الدراسة.
ويقول السيد جراي أن ظاهرة تأخر سن الزواج والعزوف عنه موجودة خاصة لدى الرجال أكثر من النساء، ففي أغلب الأحيان تكون المرأة مستعدة للمساهمة وتقاسم تكاليف الزواج والمعيشة، ولكن الرجل أحيانًا يرفض الزواج بحجة المشاكل المادية والظروف الصعبة.
وحسب وثائق صادرة عن المعهد الوطني للإحصاء لسنة 2008، فإن نسبة العزوبة لدى الذكور في الفئة العمرية ما بين 45 و49 سنة تقدر بـ8،4%، وتبقى هذه النسبة في ارتفاع متواصل مع تنامي العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
انعكاسات سلبية
إن تأخر سن الزواج قد يعكس جوانب سلبية واضحة خاصة أنه من أهم الأسباب المسؤولة عن انخفاض مستوى الخصوبة بتونس. فالزواج المتأخر غالبًا ما تنتج عنه مشاكل إنجابية متعددة كالعقم النسبي أو الكلي. وحسب المعطيات الأخيرة للمسح متعدد المؤشرات الذي قام به الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري، فإن متوسط عمر الرجل عند الزواج الأول بلغ حوالي 34 سنة بينما لدى المرأة 29 سنة.
وفي هذا السياق، تقول المختصة في علم الاجتماع، إن مشاكل الإنجاب قد تكون مسؤولة أيضًا عن ارتفاع نسبة الطلاق في تونس. وتضيف أن الزواج المتأخر غالبًا ما يكون سريعًا، فيقع أحيانًا اختيار خاطئ للشريك، فينجر عن ذلك انهيار الزواج مع أول مشكل ناتج عن اختلاف في الآراء والأذواق رغم نضج كلا الطرفين.
وتجدر الإشارة إلى أن تأخر الزواج من شأنه أن يحدث اضطرابات نفسية قد تصبح خطيرة أحيانًا، وغالبًا ما تتعرض لها المرأة التي دخلت مرحلة العنوسة، فتنجر عن ذلك مشاكل وسلوكات خطيرة (محاولات انتحار، أمراض نفسية مستعصية...).
ووفق إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء سنة 2006، تقدر نسبة العزوبة لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 و34 سنة بـ5،37% علمًا أن نسبة العزوبة لدى الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و25 سنة، تقدر بـ4،84%، وهي نسبة مرتفعة جدًا. كما نلاحظ أن هذه الفئة غالبًا ما تكون في مرحلة الدراسة الجامعية بما من شأنه أن يثبت أن طول فترة التعليم أصبح من أهم أسباب تأخر سن الزواج.
الحد من هذه الظاهرة
يؤكد المختصون في علم الاجتماع على ضرورة متابعة ظاهرة تأخر سن الزواج خاصة أنها العامل الأساسي لانخفاض معدل الخصوبة بتونس، باعتبار أن تأخر الزواج يضاعف من إمكانية ظهور مشاكل في الحمل والولادة. وللتذكير فإن الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري، قدم مقترحات للحدّ من هذه الظاهرة ودعا إلى توفير تسهيلات في السكن للأزواج الجدد والرفع من نسق العمل التحسيسي والاجتماعي لتجاوز إشكال الزواج ذي الكلفة العالية وإحداث تشجيعات مالية ومبيتات جامعية خاصة بالطلبة المتزوجين، بما أن أكبر نسبة للعزوبة تسجل لدى الفئة التي ما تزال في مرحلة الدراسة الجامعية. ولكن تبقى هذه المقترحاــت في حيّز التنظير إلى أن يتم تحقيقها على أرض الواقع.
ارتفعت نسبة العزوبية لدى الجنسين بالنسبة إلى كل الفئات العمرية في تونس، ويكشف تأخر سن الزواج عن تحولات كبيرة في الأسرة التونسية، حيث أصبحت الفتاة تفضل مواصلة تعليمها واقتحام سوق الشغل وتأجيل موعد زواجها. يقول السيد فتحي جراي، عالم اجتماع ومدير قسم الدراسات الاجتماعية بتونس، إن تأخر سن الزواج يعود إلى أسباب هامة، منها طول الدراسة وصعوبة الاندماج في سوق الشغل، فيصبح الشاب يعاني مشكل بطالة قد يدفعه إلى إطالة فترة الدراسة لكسر قيود الفراغ والحاجة، فيصبح موضوع الزواج مؤجلاً. ويضيف نفس المصدر أن السبب الثاني قد يكون نتيجة التحرر المفرط الذي يتمتع به شبابنا وتعدد العلاقات الجنسية قبل الزواج التي تحقق رغبات كلا الجنسين، وبالتالي تصبح فكرة الزواج مجرد قاعدة لكبت الحرية والراحة النفسية.
ويحصر المختصّ السبب الثالث في كثرة شروط المرأة مقارنة بمحدودية الدخل لدى الرجل، فيولد بذلك عزوف ونفور وتخوف شديد من عدم القدرة على تحمّل مسؤولية نفقات الزواج والمعيشة التي قد تفوق طاقته. نتيجة تطور أوضاع المرأة، ظهر واقع جديد وهو تنامي دورها في مختلف المجالات بالمجتمع مثل التعليم والصحة والشغل وتدعيم مكانتها كشريك فاعل في مخطط التنمية الشاملة.
الذكور أكثر عزوفًا
وفي هذه المسألة، تبيّن الدكتورة رانية بالحاج علي، مختصة في علم الاجتماع، أن تعليم المرأة قد يمثل أهم أسباب تأخر سن الزواج لديها، خاصة أن نسبة تمدرس الإناث بالتعليم العالي تقدر بـ9،57% وذلك حسب إحصائيات وزارة التربية والتكوين المهني ووزارة التعليم العالي، فتنشغل الفتاة بفترة الدراسة.
ويقول السيد جراي أن ظاهرة تأخر سن الزواج والعزوف عنه موجودة خاصة لدى الرجال أكثر من النساء، ففي أغلب الأحيان تكون المرأة مستعدة للمساهمة وتقاسم تكاليف الزواج والمعيشة، ولكن الرجل أحيانًا يرفض الزواج بحجة المشاكل المادية والظروف الصعبة.
وحسب وثائق صادرة عن المعهد الوطني للإحصاء لسنة 2008، فإن نسبة العزوبة لدى الذكور في الفئة العمرية ما بين 45 و49 سنة تقدر بـ8،4%، وتبقى هذه النسبة في ارتفاع متواصل مع تنامي العوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
انعكاسات سلبية
إن تأخر سن الزواج قد يعكس جوانب سلبية واضحة خاصة أنه من أهم الأسباب المسؤولة عن انخفاض مستوى الخصوبة بتونس. فالزواج المتأخر غالبًا ما تنتج عنه مشاكل إنجابية متعددة كالعقم النسبي أو الكلي. وحسب المعطيات الأخيرة للمسح متعدد المؤشرات الذي قام به الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري، فإن متوسط عمر الرجل عند الزواج الأول بلغ حوالي 34 سنة بينما لدى المرأة 29 سنة.
وفي هذا السياق، تقول المختصة في علم الاجتماع، إن مشاكل الإنجاب قد تكون مسؤولة أيضًا عن ارتفاع نسبة الطلاق في تونس. وتضيف أن الزواج المتأخر غالبًا ما يكون سريعًا، فيقع أحيانًا اختيار خاطئ للشريك، فينجر عن ذلك انهيار الزواج مع أول مشكل ناتج عن اختلاف في الآراء والأذواق رغم نضج كلا الطرفين.
وتجدر الإشارة إلى أن تأخر الزواج من شأنه أن يحدث اضطرابات نفسية قد تصبح خطيرة أحيانًا، وغالبًا ما تتعرض لها المرأة التي دخلت مرحلة العنوسة، فتنجر عن ذلك مشاكل وسلوكات خطيرة (محاولات انتحار، أمراض نفسية مستعصية...).
ووفق إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء سنة 2006، تقدر نسبة العزوبة لدى النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30 و34 سنة بـ5،37% علمًا أن نسبة العزوبة لدى الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و25 سنة، تقدر بـ4،84%، وهي نسبة مرتفعة جدًا. كما نلاحظ أن هذه الفئة غالبًا ما تكون في مرحلة الدراسة الجامعية بما من شأنه أن يثبت أن طول فترة التعليم أصبح من أهم أسباب تأخر سن الزواج.
الحد من هذه الظاهرة
يؤكد المختصون في علم الاجتماع على ضرورة متابعة ظاهرة تأخر سن الزواج خاصة أنها العامل الأساسي لانخفاض معدل الخصوبة بتونس، باعتبار أن تأخر الزواج يضاعف من إمكانية ظهور مشاكل في الحمل والولادة. وللتذكير فإن الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري، قدم مقترحات للحدّ من هذه الظاهرة ودعا إلى توفير تسهيلات في السكن للأزواج الجدد والرفع من نسق العمل التحسيسي والاجتماعي لتجاوز إشكال الزواج ذي الكلفة العالية وإحداث تشجيعات مالية ومبيتات جامعية خاصة بالطلبة المتزوجين، بما أن أكبر نسبة للعزوبة تسجل لدى الفئة التي ما تزال في مرحلة الدراسة الجامعية. ولكن تبقى هذه المقترحاــت في حيّز التنظير إلى أن يتم تحقيقها على أرض الواقع.