شارع الحبيب جاء وحده: شاعر وصيدلي من القيروان رمز من رموز النضال والشعر التونسي

شارع الحبيب جاء وحده: شاعر وصيدلي من القيروان، رمز من رموز النضال والشعر التونسي



يعتبر الحبيب جاء وحده واحداً من الشخصيات التونسية البارزة التي طبعت بصمتها في المجالين الثقافي والسياسي خلال القرن العشرين. وُلِد هذا الشاعر والصيدلي في القيروان سنة 1901، ليكون شاهداً على مرحلة حاسمة من تاريخ تونس، حيث لم يكن مجرد شاعر فحسب، بل أيضاً ناشطاً سياسياً وفكرياً ملتزماً بقضايا بلاده.

التعليم والتكوين في الصدقية وفرنسا

تلقى الحبيب جاء وحده تعليمه في المدرسة الصادقية، تلك المؤسسة العريقة التي كانت تجمع بين التعليم الحديث والروح الوطنية. ومن هناك، واصل دراسته في مجال الصيدلة في فرنسا، ليصبح لاحقاً صيدلياً محترفاً. إلا أن رحلته في التحصيل العلمي لم تكن مجرد مسيرة أكاديمية، بل كانت رحلة صقل لروح مقاومة واستعداد دائم للدفاع عن حرية تونس وكرامتها.

نضال سياسي وصداقة واختلاف مع بورقيبة

كانت بدايات الحبيب جاء وحده السياسية بانضمامه إلى حزب الشيخ عبد العزيز الثعالبي، الذي كان يعبر عن تطلعات جيل من التونسيين لتحرير البلاد من قبضة الاستعمار. التقى الحبيب جاء وحده خلال مسيرته بالحبيب بورقيبة، ورغم اختلافهما السياسي والفكري، إلا أن العلاقة بينهما بقيت ودية، مما يعكس قدرة الحبيب جاء وحده على التفريق بين التباين في الآراء والصداقة الشخصية.

مسيرته المهنية بين ماطر وبنزرت

بعد عودته إلى تونس، افتتح الحبيب جاء وحده صيدلية في مدينة ماطر، ليكون جزءاً من المجتمع ويقدم خدماته الصحية للناس. فيما بعد، انتقل بصيدليته إلى بنزرت، حيث استقر لفترة طويلة وترك أثراً في المنطقة. لم يكن حضوره مقتصراً على تقديم العلاج، بل كان بمثابة مثقف ومناضل يلهم زبائنه والمجتمع المحلي بأفكاره وآرائه.

إرث شعري ونضالي خالد

يظل الحبيب جاء وحده رمزاً للشاعر المناضل، الذي جمعت حياته بين الشعر والمقاومة، وبين العلوم الحديثة والأصالة الثقافية. يعتبر شعره اليوم مرآة تعكس فكر جيله وتطلعاته نحو الحرية، ويحتفظ به عشاق الأدب كتعبير عن حقبة مليئة بالأحداث والتحولات.

في النهاية، كانت حياة الحبيب جاء وحده مثالا حيا للشخصية التونسية المكافحة، المتشبثة بأصالتها والعاشقة للعلم والثقافة.

Plus récente Plus ancienne

مواضيع مشابهة

مواضيع قد تعجبك