قطر تعيد النظر في استضافة حماس إذا استمرت في تجاهل دعوات التهدئة

قطر ووجود حماس: نقاش حول التحولات ومستقبل الوساطة



في سياق التوترات المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس، تتجه قطر لإعادة تقييم علاقتها بالحركة ووجود مكتبها السياسي في الدوحة، خاصة بعد الهجوم الذي شنته حماس في أكتوبر 2023. لطالما لعبت قطر دور الوسيط في النزاعات الفلسطينية الإسرائيلية ووفرت الدعم الإنساني لقطاع غزة، مما ساعدها على بناء علاقة فريدة تجمع بين دعم القضية الفلسطينية والحفاظ على روابط دبلوماسية إيجابية مع واشنطن​.

خلال زيارته الأخيرة للدوحة، ناقش وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع القيادة القطرية أهمية الضغط على حماس لإطلاق الرهائن الإسرائيليين، وهو أمر تطالب به الولايات المتحدة بشدة. استجابت قطر بإبداء استعدادها لإعادة النظر في استضافة قيادات حماس إذا استمرت الحركة في تجاهل دعوات التهدئة أو رفض التعاون في ملف الأسرى​.

تدرك قطر أهمية التوازن في علاقاتها الدولية، إذ تواجه ضغوطاً متزايدة من الغرب بشأن دورها كداعم لحماس في وقت تتطلب فيه التحولات الإقليمية والدولية مزيداً من المرونة. ومع هذه الضغوط، يمكن أن تتجه الدوحة نحو تبني موقف أكثر حيادية لتفادي التوترات مع شركائها، مما قد يشمل مراجعة دورها كوسيط وتحديد مستقبل مكتب حماس على أراضيها​.

تظل قطر ملتزمة بجهود الوساطة التي تعكس مصالحها الاستراتيجية، مع احتمال مراجعة وجود مكتب حماس إذا ثبت أن التحديات الدولية المتزايدة تؤثر على دورها وحياديتها في المنطقة

وقد افاد مصدر مطلع لوكالة "رويترز" يوم السبت أن قطر تعتزم وقف جهودها للوساطة في وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، مشروطة بإظهار الجانبين رغبة حقيقية في العودة إلى طاولة المفاوضات. وأوضح المصدر أن الدوحة خلصت إلى أن المكتب السياسي لحماس في قطر "لم يعد يحقق أهدافه" بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بقيادات الحركة في العمليات الإسرائيلية الأخيرة.

وأضاف المصدر أن قطر كانت منذ بداية الصراع تشدد على أنها لا تستطيع لعب دور الوسيط إلا في حال أبدى الطرفان التزامًا حقيقيًا بالحل السلمي، وهو ما دفعها إلى إبلاغ حماس، إسرائيل، والإدارة الأميركية بقرارها. وكانت قطر، إلى جانب مصر والولايات المتحدة، تلعب دورًا رئيسيًا في الوساطة بين إسرائيل وحماس لوقف القتال الذي اندلع بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر.

كما أكد مسؤول أميركي أن واشنطن نقلت للدوحة أن استمرار استضافة حركة حماس على أراضيها "لم يعد مقبولاً"، خاصة بعد أن رفضت حماس مقترحات التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن المحتجزين في غزة. وأضاف أن قطر قد أبلغت قيادات حماس بهذا الطلب قبل نحو عشرة أيام.

في نهاية أكتوبر، أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن حركة حماس تلقت عرضًا بوساطة أميركية وقطرية ودولية، يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة 30 يومًا مقابل الإفراج عن عدد من الرهائن في غزة، وهو ما كان يهدف إلى فتح باب لمفاوضات غير مباشرة بين الطرفين لحل الأزمة​

Plus récente Plus ancienne

مواضيع مشابهة

مواضيع قد تعجبك